أخشى الموت
أخشى أن أموت دون أن أصلح بعض القيم الفاسدة التي عاصرتها فيما مضى من عمري
أعلم أن مازال لدي الوقت ولكنني لم أعرف إلى متى وأين سينتهي عمري
شاهدت من مات طفلا ومن مات صبيا ومن مات شابا ومن مات عجوزا
تجاوزت مرحلة الطفولة والصبوة وأحمد الله أنني نجيت من الموت في كل تلك المراحل
والآن أعيش في مرحلة الشباب وأتساءل هل سيستمر القطار أم سيقف دون أن أحقق أهدافي دون أن أحدث تغيير ولو لنسبة ضئيلة والتي إذا تحققت سأفتح باب الأمل في تحقيقي المزيد والمزيد
هل يتساوى وجودي مع عدم وجودي؟
هل جئت إلى هذا العالم لأرحل منه دون أي فائدة من مجيئي ؟
تعلمت فيما مضى كيف السبيل للحصول على الأفضل وتحقيقه وكيف السبيل لتغيير بعض من المفاهيم الخاطئة
ولكنني لم أسير في هذا الطريق الذي مهدت له من قبل حتى الآن
تعلمت من ذلك أنه من الصعب أن أحقق ذلك بمفردي
أن تخيل الشيء والترتيب له أصعب كثيرا من تحقيقه
لم أجد من يشاركني
عندما أتحدث عن شيء يؤلمني وأرغب في تغييره لم أجد إلا تلك النظرة التي أقرأ من خلالها رسالة تقول " هذا حلم يستحيل تحقيقه أرضي بالواقع ولا تتمردي "
أصرخ في داخلي دون أن يسمعني أحد وأقول لماذا وإلى متى سأظل أحلم بما هو مستحيل ؟
أليس من حقي أن أحلم ؟! أليس من حقي أن أسعى لتحقيقي حلمي ؟
تأملت قليلا فيمن حولي وقلت لنفسي إن لم يساعدني أحد سأسير في طريقي وحدي وإن امتلأ بجميع العواقب
شعرت في ذلك الوقت بضعف حيلتي
هل هذا جزاء من يسعى لتحقيق حلمه ؟
هل سينتهي به الأمر إلى الشعور بالضعف وقلة الحيلة؟
لم أجد إجابة
يطلق عليا البعض بالسذاجة والطيبة لم يسعدني هذا اللقب بقدر ما آلمني
ليس غضبا أو تمردا عليه ولكن في طريقة إلقاؤه من أطلق هذا علي لم يقولها وهو سعيد بل قالها وهو يأسف على حالي وكان أكثر قوله ( الطيب ما ينفعش في الزمن ده )
هل هذا أسلوب صحيح للتفكير ؟
بدلا من أن أن يشعرني بجمال ما أملك شعرت بإحباط شديد أنتهى معي إلى البكاء في صمت
فكرت في حال الكثيير من الأبرياء الضعفاء في هذا العالم
كيف سيعيشون إلى جانب ما يحاط بهم من فساد العقول ورداءة الأخلاق
والقيم والمباديء الخاطئة والتي يعيش بها الكثير كما لو كانت شيء يشرفهم ويعلي من شأنهم ومكانتهم
هل سيستمر الأبرياء أبرياء أم سيموتون ؟
هل سيظل الشرفاء شرفاء أم سيتغيرون ؟
هل سيظل الناس في صمت أم سيصرخون ؟
إلى متى سأتساءل هكذا ؟ إلى أن ينتهي بي قدري إلى الموت أم إلي طريق مظلم لم أجد فيه نقطة نور ولم أجد سوى الحسرة والتألم أم سأظل في صمت
أخشى على أخوتي الذين لم يعرفوا قسوة هذا الزمن ومازالت أمامهم فترة من الزمن ليصلوا إلى السن المناسبة للتعرف عليه
أخشى على أبنائي الذين لم أنجبهم بعد والذين سأبذل قصارى جهدي لأحقق بهم مالم أستطع تحقيقه وحدي
لن أخذلهم ولن أصيبهم بالحسرة والألم سأظل أدفعهم للأمام وإن دفعت ثمن ذلك عمري لأنني في النهاية سأحقق أملي بعد مشيئة الله
سأشعرهم بجمال الحلم وأنه مهما عظم وكبر وصعب سيأتي الوقت لتحقيقه
وذلك لأنني حرمت من جمال هذا الشعور وتألمت من ذلك وأخشى أن أشعر أبنائي بقسوة هذا الشعور
ولكن هل سيعطيني الله العمر والعزيمة لتحقيق ذلك ؟
أرغب في ذلك وأدعوه
ولكن شيء وحيد سيشعرني بالطمأنينة
إذا وجدت من لديه هذه الرغبة في التغيير سأشعر على الأقل أنني إذا توقفت حياتي سيكون هناك من يستطيع أن يفعل ما فشلت في تحقيقه
أرجو ألا تكون أزعجتكم كلاماتي
ولكن شيء دفعني للبوح ببعض ما كتمته