العاشق المدير العام
عدد الرسائل : 578 العمر : 47 العمل/الترفيه : عضو مركز الصحة النفسية بالإسكندرية Personalized field : تاريخ التسجيل : 10/07/2008
| موضوع: أبنة الحطاب الإثنين 4 أغسطس - 10:52 | |
| ابنه الحطاب
في سالف الازمان عاش حطاب عجوز فقير مع ابنته البالغه تسعه اعوام في كوخ بائس . ولم يكن لديه من متاع الدنيا سوي فأس متاكله و فرس عرجاء و حمار عجوز . و لكن الحكماء يقولون: (( سعاده الغني امواله, و سعده الفقير عياله )). و بالفعل فكلما كان الحطاب ينظر الي ابنته الصغيره, كان ينسي كل همومه و احزانه.
كانت الفتاه تدعي اينه- كيز . وكانت لطيفه و ذكيه وبشوشه لدرجه ان كل من يراها يحبها للوهله الاولي . وكان الاولاد ياتون من المضارب البعيده ليلعبوا معها . ومن القرى النائيه يقدم الشيوخ ليتحدثوا معها .
و ذات يوم ربط الحطاب حملا من الحطب علي ظهر فرسه العرجاء و قال مودعا ابنته :
- يا حبيبتي اينه – كيز , انا ذاهب الي السوق وسأعود في المساء , فلا تقلقي في غيابي . و اذا بعت الحطب فسأحضر لكي هديه.
فأجابته ابنته:
- حالفك النجاح يا ابي , اذهب علي بركه الله , و رجائي ان تأخذ حذرك , فالناس يقولون ان السوق مكان ملعون , البعض يغتني و الاخر يفلس . فلتعد بسرعه وسوف انتظرك علي الغداء .
و حث الحطاب فرسه بالسوط و مضي الي السوق .
و عندما وصل السوق انتحي جانبا و راح ينتظر الزبائن . لكن الوقت كان يمضي دون ان يقترب منه احد .
وفي تلك الاثناء كان احد البكوات الشبان يطوف السوق , متباهيا بلحيته السوداء و ردائه الحريري . و عندما رأي الحطاب العجوز المهلهل الثياب قرر ان يسخر منه .
فسأله البك :
- اسمع يا شيخ , هل تبيع الحطب؟
فاجاب الحطاب:
- نعم ابيع .
- ماذا تريد مقابل حملك ؟
- درهما.
- و هل تبعني الحطاب بهذه الحاله , كما هو عليه, مقابل هذا الثمن ؟
لم يفهم الحطاب ما يقصده المشتري بهذه الكلمات, ولم يتوقع منه شرا فأجابه :
- نعم.
فقال البيك:
- حسنا . هاك الدرهم , اتبعني بفرسك.
و عندما وصلا الي فناء دار البيك شرع الحطاب في فك الرباط لكي يضع حمل الحطاب بجوار المنزل . و لكن البيك دفعه في صدره بغلظه و صاح بصوت عال :
- ماذا تريد ان تفعل ايها العجوز الاحمق؟ اتريد ان تعود بالفرس, لقد اشتريت منك الحطاب ((بتلك الحاله كما هو عليه )), و اذن فالفرس الان ملكي . وما دمت قبضت الثمن فلتغرب عن وجهي , وبسرعه !...
و حاول الحطاب ان يعترض , و لكن البيك لم يصغ اليه . بل اشاح بيديه و صاح بصوت اعلي من ذيب قبل , و اخيرا امسك بكم العجوز و سحبه الي القاضي .
بعد ان سمع القاضي المتخاصمين مسك لحيته, و نظر الي رداء البك الحريري, و أصدر حكمه مؤملا في المكسب : لقد حصل الحطاب علي الثمن الذي طلبه كاملا , و هو وحده المذنب فيما حل به مادام قد وافق علي شروط المشتري.
قهقه البك طويلا بعد حكم القاضي و قد سره ما فعله , أما الحطاب فقد بكي بحرقه , ومضي الي قريته محني القامه.
كانت اينه - كيز قد احرقت كثيرا و هي تسوي الطعام حتي جاء والدها. و عندما دخل البيت و الدموع غي عيناه دمر قلب الفتاه من القلق . و ارتمتة علي صدر ابيها و راحت تساله عن سبب حزنه . فروي لها الحطاب ما حل به , فاخذت تسري عنه بكلمتها الذكيه و قبلاتها الرقيقه , و لكنهالم تتمكن من تهدئه خاطره الا بعد وقت طويل .
و في الصباح التالي مرض الحطاب من شده الفجيعه , فقالت له اينه – كيز ملاطفه:
- يا ابي العزيز , انت اليوم مريض ولا ينبغي ان تنهض من فراشك . فلتسمح لي بأن اذهب انا الي السوق , فربما حالفني الحظ اكثر منك فأبيع الحطاب بسعر جيد .
و لكن العجوز لم يسمح لها بالذهاب , فظلت اينه – كيز يرجوه وتلح عليه حتي قال لها:
- حسنا , فلتذهبي يا اينه _ كيز اذا كنت تريدين ذلك . و لكن فلتعلمي اني لن اطمئن حتي ارك مره اخري بجانبي .
و وضعت اينه- كيز علي الحمار العجوز علي حمل الحطاب , و ساقته الي المدينه.
و عندما توقفت في السوق لاحظت بعد قليل ذلك البك الشاب ذا اللحيه السوداء و الرداء الحريري . كان البك كان يخطر في السوق و قد رفع انفه عاليا و عندما راي الفتاه ضحك ضحكه ماكره و اتجه نحوها. و سألها :
- انت يا صبيه... هل تبيعين الحطبه؟
فاجابته اينه – كيز:
- نعم .
- وماذا تريدين مقابل حملك؟
- درهمين .
- و هل تبعين الحطاب بهذه الحاله , كما هو عليه , مقابل هذا الثمن ؟
- نعم لو اعطيتني النقود ايضا . (( بهذه الحاله كما هي عليها)).
فقال البيك بعجله وهو يكتم ضحكه في لحيته :
- حسنا , حسنا. سوقي الحمار و اتبعيني .
و قرب منزل البيك , سالته اينه – كيز :
- يا عمي , اين اربط حمارك ؟
دهش البيك لاذعان الفتاه و اشار الي عمود وسط الفناء , فربطت اينه – كيز الحمار اليه و طالبت النقود . فمد لها البيك درهمين ساخرا , و لكن اينه – كيز قالت له :
- لقد اشتريت الحطاب يا عمي (( بتلك الحاله كما هو عليه )) و اخذت الحمار مع الحطاب , ولكنك وعدتني ان تعطيني النقود (( بتلك الحاله كما هو عليه )) . و لذلك فانا اريد ان اخذ عدا الدرهمين , يدك ايضا .
صعق البيك في البدايه من كلام الفتاه , ثم انهال عليها بعد ذلك بالسباب و الوعيد , ولكن اينه – كيز لم تتراجع , و عند ئذ ذهبا الي القاضي . و استمع اليهما القاضي , و لكنه لم يستطع في هذه المره ان يتوصل الي حيله ينقذ بها البك رغم انه مسك ذقنه طويلا و تطلع الي رداء البك الحريري . و اصدر حكمه التالي : علي المشتري ان يدفع للفتاه درهمين مقابل الحطب وخمسين دينار تعويضا عن يده .
و جن جنون اليك , و كان مستعدا ان يتخلي عن الحطب و عن الفرس العرجاء و عن الحمار , و لكن فات الاوان .
و قال البيك لاينه – كيز و هو يسلمها النقود:
- لقد غلبتني يا فتاه , و لكن اياك ان تتباهي امام احد بذلك . فلن يلحق العصفور بالصقر . فرغم كل شئ انا اذكي منك اتريدين ان تتاكدي من ذلك ؟ حسنا , هيا نتراهن فلنذهب الي القاضي , و ليرو كل منا اغرب و أطرف قصه في حياته . و الفائز هو صاحب القصه الاحسن في حكم القاضي . و تذكري شيئا اخر : اذا لم يصدق احدنا قصه الاخر و اتهمه بالكذب فهو يخسر فورا . هل توافقين علي ان تجربي حظك ؟ انا سأراهن بخمسمائه دينار , اما انتي فتستطعين المراهنه بخمسن دينار ...
فاجابت اينه – كيز :
- انا موافقه يا عماه , وسأراهن برأسي .
و غمز البيك الي القاضي بعينه و بدأ يروي حكايته :
- ذات مره وجدت في جيبي ثلاث حبات قمح فألقيت بهما من النافذه . بعد قليل نبت تحت نافذتي القمح , وكان من الكثافه والارتفاع الي درجه ان راكبي الخيول و الايل كانوا يضلون فيه طريقهم ويسيرون عده ايام . و ذات مره حدث ما يلي : دخل القمح اربعون كبشا من خيره كباشي و ضاعوا هناك . و عبثا صحت اناديهم و بحثت عنهم بلا جدوي , اذا لم يظهر لهم اثرا . و حل الخريف و نضج القمح فحصده خدمي , و لكنهم حتي لم يعثروا علي عظام الكباش . ثم درسنا القمح و طحناه , و نسي الجميع ما كان من امر الكباش . و ذات يوم طلبت من زوجتي ان تخبز لي رغيفا طازجا , بينما جلست اقراء القرأن . و اخرجت زوجتي الرغيف من الفرن و قدمته لي , فكسرت لقمه ورحت امضغها . و فجأه صاح شئ في فمي بصوت كالثغاء ... ففتحت فمي , فأذا بكبش يقفز منه , ثم تبعه الثاني , فالثالث ... و هكذا خرج الاربعون كبشا و راحوا يقفزون . وقد سمنت كباشي حتي ان الواحد منها كان بحجم الثور ابن الاربعه اعوام .
و عندما فرغ البيك من روايته و صمت هز القاضي رأسه مستنكرا , ولكن اينه – كيز لم تحرك ساكنا و قالت :
- انني اري يا عماه ان قصتك حقيقه خالصه . فألاشخاص الاذكياء مثلك تقع لهم حوادث أكثر غرابه من ذلك . فالتسمع الان ما سأرويه :
- ذات مره زرعت و سط قريتنا بذره قطن . فماذا حدث ؟ نبت في اليوم التالي في هذا المكان شجيرات قطن بلغت في ارتفاعها السحب و امتد ظلها لمسيره ثلاثه ايام . و عندما نضج القطن جمعته و نظفته و بعته و بثمنه اشتريت اربعين جملا . و حملتها بالاقمشه الغاليه , وساق اخي الاكبر القافله الي بخاري . و غاب اخي ثلاثه اعوام فلم نسمع عنه خيرا , و اخيرا ان شخصا ذا لحيه سوداء هاجمه في الطريق فنهبه و قتله . ولم امل في العثور علي القاتل , و لكن الصدفه ساعدتني . فالان عرفت ان القاتل هو انت , اذ اراك ترتدي رداء حريريا هو رداء اخي المسكين .
عندما قالت اينه – كيز كلماتها الاخيره قفز القاضي من مجلسه , اما البيك فقد هوي علي الارض . فماذا يفعل؟ اذا قال ان الفتاه كاذبه فسيضر الي دفع الخمسمائه دينار حسب الاتفاق , و اذا قال انها صادقه فسيكون عليه ان يدفع فديه اخيها و يرد اليها اربعين جملا محمله بغالي الثياب ...
و اخيرا لم يطق البيك صبرا فصرخ :
- فليقطع لسانك ! كذابه ايتها الملعونه ! خذي الخمسمائه دينار , و خذي ردائي ايضا , و اهربي من هنا بسرعه قبل ان ادق عنقك !
التقطت اينه – كيز النقود الذهبيه و لفتها بالرداء و ركضت عائده الي ابيها بأقصي سرعه .
و كان الاب قد قلق من غياب ابنته فخرج لملاقاتها . و بعد قليل راها ترقد نحوه . و ما ان بلغته حتي ضمها الي صدره و راح يسألها بقلق :
- يا اينه – كيز يا حبيبتي ! اين كنت كل هذه المده , و لماذا لا اري حمارنا العجوز معك؟
فقالت اينه – كيز :
- جعل الله ايامك كلها بيضاء يا ابي ! لقد عدت من المدينه بسلام , اما حمارنا فقد بعته لذي اللحيه السوداء مع الحطب (( بتلك الحاله كما هو عليه )) فدمدم الحطاب بحزن:
- يا بنيتي المسكينه .. و انت ايضا خدعك البيك القاسي .. لقد ضعنا الان . و انا وحدي المذنب .
- فقالت اينه – كيز :
- - يا ابي العزيز . لا تستسلم للياس بسرعه . لقد حصلت هلي ثمن طيب مقابل الحطب .
و مدت لابيها الرداء الحريري الملفوف .
فقال الحطاب بنفس اللهجه الحزينه :
- هذا رداء جميل جدا و غال , و لكن ما حاجتي اليه في عملي الشاق بدون الفرس و الحمار سنضطر فيما يبدوا الي العيش علي الصدقات .
و عند اذ لم تقل اينه – كيز شيئا , و فتحت الرداء امام ابيها , فتساقطت منه الدنانير البراقه . و نظر الحطاب مذهولا الي ابنته و الي هذه الثروه وهو لا يجرؤ علي التصديق بان ما يراه ليس حلما . و عندئذ عانقته الفتاه و روت له كل ما وقع لها .
و راح الحطاب يضحك و يبكي وهو يستمع الي روايه ابنته . اما هي فانهت كلامها قائله :
- اذا كان الغني يلجأ الي المكر , فالفقير يستعين بالعقل . لقد نال البيك ما يستحقه , اما نحن فسنعيش بدنانيره في سعاده و سرور نحن وكل قريتنا | |
|
rozy مشرفة قسم الخواطر
عدد الرسائل : 1034 العمر : 30 العمل/الترفيه : طالبة الدولة : المهنة : الهواية : Personalized field : تاريخ التسجيل : 16/07/2008
| موضوع: رد: أبنة الحطاب الجمعة 8 أغسطس - 23:21 | |
| نا فعلا مش عارفه اقول اى تعليق والله انا م عرفة اقول اى حاجة القصة ممتعة وجميله فعلا على العموم انا بشكرك جدا جد جدا | |
|
العاشق المدير العام
عدد الرسائل : 578 العمر : 47 العمل/الترفيه : عضو مركز الصحة النفسية بالإسكندرية Personalized field : تاريخ التسجيل : 10/07/2008
| موضوع: رد: أبنة الحطاب السبت 9 أغسطس - 0:09 | |
| وأنا كمان بشكرك جدا جدا جدا على الكلام الجميل دة | |
|
العاشق المدير العام
عدد الرسائل : 578 العمر : 47 العمل/الترفيه : عضو مركز الصحة النفسية بالإسكندرية Personalized field : تاريخ التسجيل : 10/07/2008
| موضوع: رد: أبنة الحطاب السبت 9 أغسطس - 0:10 | |
| وأنا كمان بشكرك جدا جدا جدا على الكلام الجميل دة | |
|
rozy مشرفة قسم الخواطر
عدد الرسائل : 1034 العمر : 30 العمل/الترفيه : طالبة الدولة : المهنة : الهواية : Personalized field : تاريخ التسجيل : 16/07/2008
| موضوع: رد: أبنة الحطاب السبت 9 أغسطس - 9:05 | |
| هو احنا نوصل لماعانى كلماتك التى توصل الى السماء | |
|