ايكم رايكم ------ ياريت الدعاء للمتوفين
500 مفقود تحت الأنقاض، وتمكنت قوات الإنقاذ من إنقاذ مواطن يدعي إبراهيم الورداني، وهو علي قيد الحياة بعد أن بقي أكثر من 60 ساعة تحت الأنقاض، وكان الورداني الذي يعمل محامياً يتحدث مع رجال الإنقاذ عبر هاتفه المحمول.
علي الجانب الآخر حدثت مشادات ومشاحنات بين قوات الأمن والمواطنين بسبب اعتراض الأهالي علي نقلهم إلي مساكن الإيواء حيث قام الأهالي بمنطقتي الدويقة والقلعة باقتحام حي منشية ناصر وتحطيمه والاعتداء علي الموظفين، وتدخلت قوات الأمن وفضت الاشتباكات والتجمهر.
تجمع عدد كبير من الأهالي خارج الكردون الأمني وانضم إليهم عدد من أهالي القلعة ومناطق أخري يريدون تسكينهم في أماكن بعيدة عن الدويقة.
وفرضت أجهزة الأمن سياجاً أمنياً علي المنطقة ومنعت الصحفيين من الدخول، ووقعت اشتباكات اعتدي خلالها رجال الأمن علي عدد من الصحفيين.
وعلي الجانب الآخر كشفت تحقيقات النيابة في حادث انهيار الدويقة أن عدد المصابين الذين استمعت إليهم النيابة حتي الآن بلغ 17 مصاباً، وأكدوا في أقوالهم أنهم فوجئوا بالكتل الصخرية تنهال علي منازلهم وتردمها بالكامل.
وورد بالتحقيقات أن النيابة لم تتمكن من سماع أقوال عشرات المصابين الآخرين، لأنهم كانوا يغادرون المستشفيات عقب إسعافهم فوراً. وأشارت الأرقام الرسمية التي أخطرت بها النيابة العامة إلي أن عدد القتلي الذين تحررت محاضر بأسمائهم بلغ 50 قتيلاً، بينما تجاوز عدد المصابين 57 مصاباً.
أمنياً مكثفاً حول المنطقة المضارة من جراء الانهيار ومنعت الصحفيين وأجهزة الإعلام من الوصول إلي موقع الحادث فيما عدد قليل من محرري الجرائد القومية إلا أن محرري «البديل» استطاعا اختراق الحصار الأمني المفروض علي المنطقة والوصول إلي قلب الحدث وشاهدا اشتباكات الأهالي الثائرين مع قوات الأمن ومحاولتهم الدخول للقيام بعمليات الإنقاذ، وأثناء الحفر عثرت الأجهزة علي وجود 3 جثث مما جعلهم يتوقفون عن الحفر ويحاولون إبعاد الأهالي الذين كانوا في انتظار سماع أي أخبار عن ذويهم.
وقال عدد من الأهالي إن جميع أهالي الضحايا باتوا لياليهم داخل الكردون ولم يغادروا منطقة الكارثة، ولم يبت أي منهم في المعسكرات والخيم التي أقامتها لهم الحكومة لأنهم جميعاً يترقبون خروج ذويهم أو سماع أخبار عنهم، وأكدوا أن قاطني تلك المخيمات والمعسكرات هم أهالي مناطق أخري جلسوا مدعين أنهم من المنكوبين للفوز بشقة من شقق الحكومة الموعودة. وزار الدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء، المنطقة المنكوبة، وقرر صرف 3 آلاف جنيه لأسرة كل متوفي، وألف جنيه لكل مصاب وذلك من صندوق الكوارث الخاص باتحاد الأطباء العرب.
ويعقد مجلس الشعب ظهر الخميس القادم اجتماعاً عاجلاً لبحث كارثة الدويقة.
كان الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، قد دعا، أمس، إلي اجتماع عاجل من لجنة مشتركة من الإسكان والمرافق العامة والإدارة المحلية والتنظيمات الشعبية لبحث الأسباب التي أدت لوقوع الحادث والآثار الناجمة عنه وسبل تلافي مثل هذه الحوادث مستقبلاً. ودعا سرور كلاً من أحمد المغربي، وزير الإسكان، واللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، والدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، لحضور هذا الاجتماع.
وكان عدد من النواب قد طالبوا بعقد اجتماع عاجل لمحاسبة الحكومة، كما طالب النواب بإقالة الحكومة والبحث عن تشكيل حكومة إنقاذ لمواجهة حالات الفساد والكوارث التي أصبحت كالأمراض السرطانية في الأحياء التي تحول موظفوها إلي مافيا تبيع كل شيء. ويواصل فريق من أعضاء النيابة، بإشراف عمرو قنديل محام عام أول نيابات غرب القاهرة، تحقيقاته في الحادث. واستعجلت النيابة تقرير اللجان الفنية التي شكلتها النيابة لتحديد أسباب الانهيار، التي من أهمها لجنة من هيئة البحوث الجيولوجية لتحديد أسباب الانهيار.
صرح المهندس مختار الحملاوي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، بأنه تم إخلاء 93 منزلاً من مساكن الإيواء الموجودة منذ عام 1970 أعلي قمة الجبل كما تم إخلاء 68 منزلاً آخر بمكان الحادث بمساعدة القوات المسلحة لإدخال المعدات الثقيلة لرفع الأنقاض وتحطيم الصخور الصخمة التي فشلت قوات الإنقاذ في رفعها خلال الأيام الأولي من وقوع الكارثة، وأضاف ستقوم المحافظة بتسكين الضحايا في مساكن الإيواء بعد تجهيز الوحدات السكنية لهم خلال الساعات القادمة وهم يقيمون داخل خيام بالفسطاط. وأكد حيدر بغدادي، عضو مجلس الشعب، أنه خلال الساعات القادمة سيتم تسكين جميع المواطنين بمساكن الإيواء وبعد ذلك يتم فرز المتضرر من المنتهز للفرصة، خاصة أن هناك بعض المواطنين استغلوا الفرصة واتجهوا إلي الحي للحصول علي مساكن، ولذلك لجأ الحي إلي تشديد الإجراءات وذلك بعدم إعطاء مساكن إلا لمن يثبت أنه متضرر فعلاً من الكارثة.
كما بدأ مسئولو حي منشية ناصر في ترويع الأهالي وترويج الشائعات بين الحين والآخر لإخراج الأهالي من منازلهم تمهيداً لإزالتها، ومن ذلك القول بأن الصخرة تنهار الآن فيخرج الأهالي مهرولين فزعاً وما إن تمر دقائق حتي يكتشفوا أنها شائعة فيعودوا إلي مساكنهم ثانية.
في السياق نفسه اشتبك عدد من الأهالي مع قوات الأمن المركزي التي توافدت منذ الصباح لإخراج الأهالي من مساكنهم ورفض الأهالي الخروج من المساكن، لأنهم لا يثقون في وعود الحي، ولا يريدون الانتقال إلي الخيام المنصوبة في مراكز الشباب بمنشية ناصر لحين توافر مساكن بديلة دائمة لهم.
وقال رشاد شعبان، أحد الأهالي، إن الخيام المنصوبة يقطنها الآن العشرات من أهالي الدويقة الذين لا تربطهم أي علاقة بالحادث وليسوا من المنكوبين وإنما من الطامعين في الحصول علي مساكن من المحافظة «علي حس الكارثة».
وتظاهر نحو 50 فرداً من أهالي المنشية أمام مبني حي منشية ناصر مطالبين بالحصول علي مساكن بديلة عوضاً عن مساكنهم التي تم اخلاؤها في إطار توسعة الشارع للوادر المحافظة وطلب المتظاهرون مقابلة أحد المسئولين وعندما رفض قاموا باقتحام الحي وإحداث بعض التلفيات في المبني.
في الوقت نفسه حضر وفد من أعضاء المجس المحلي المنتمين لأحزاب المعارضة وعددهم «21» عضواً وقاموا بمعاينة الكارثة، ومواساة المتضررين ومقابلة رئيس الحي للوقوف علي الحالة في الوقت الراهن.
وقالت الحاجة زينب سنجاب لـ«البديل»: «ابني وأولاده الخمسة مازالوا تحت الأنقاض حتي الآن وأنا وقت الكارثة كنت أصلي في زاوية قريبة من المنزل وأكثر ما يحزنني عدم رؤية ابني وأحفادي في آخر لحظة حيث دفنوا تحت الأنقاض قبل توديعي، وكانت الحاجة زينب ترجو كل من حولها أن يحاولون العثور علي جثثهم» وأضافت: «أنا مش عوزة شقة ولا تعويض أنا عاوزة الجثث بتاعتهم عشان أعرف أدفنهم، وأعرف أروح ازورهم فيها؟! وقالت: «ربنا يخليكوا كلموا أي حد من البشاوات عشان يجيبوا لي ابني وأحفادي».
وذكر أهالي الضحايا لـ«البديل» أن رئيس المباحث قال لهم: «صعب نلاقي جثث ضحاياكم صلوا عليهم وهما تحت الأنقاض»، مما دفع الأهالي للهياج والثورة عليه، ورموا بالحجارة الصغيرة علي العسكر وبعض الضباط. وطالب الأهالي بتوفير الكهرباء والماء اللذين انقطعا عنهم بعد الكارثة. وقال رفاعي، من سكان حي الدويقة «المحافظة والحي أعطونا وعوداً بتوفير مساكن جديدة بشروط معينة، وهي إثبات أنني من سكان الدويقة ولدي أوراق تثبت ذلك، فكيف يتم هذا، وأنا أفترش أرصفة الشوارع أنا وعائلتي بعد أن ضاع منا كل شيء تحت الأنقاض حتي إثبات هويتي فلابد أن يرحمونا»