ما هو الحب ؟ وهل هذا هو الحب الذي يجب ان يكون بين الزوجين ؟ وما هو الشيء الذي
يجب ان يكون بينهما ؟
يشتكي كثير من الأزواج ولا سيما الزوجات اليوم من الجفوة والقسوة العاطفية من
ازواجهن حيث لا يولونهن أدنى قدر من المعاملة العاطفية والكلام الحلو الرومانسي ولا
يهدونهن تلك الوردة الحمراء وتلك اللمسة الحانية الدافئة
ومن هنا نشات المشكلة
ان شعور الحب والعشق انما هو شعور ناتج عن أبخرة متصاعدة إلى الجسم من سوائل
الرجل والمرأة الجنسية يتشبع بها القلب والعقل فتحدث هذا الأثر والشعور العجيبين
وبالتالي كلما زاد الحرمان الجنسي بين المتحابين كلما زاد الأثر على مشاعرهما فيتطور
ذلك الحب إلى عشق وهيام وولع ووله وربما وصل إلى درجة الجنون او الإعياء التام ثم
الموت وهذا ما يفسر ان الحبيبين ربما لا يستطيع احدهما البعد عن الآخر ولا يدع التفكير
فيه ولو للحظة ويشعر ان حياته بدونه لا تساوى شيئا بل ويشعر كل منهما بنشوة
وشهوة جامحة بمجرد ان ينظر للآخر ، يضاف الى ذلك أن العشيقين وخاصة الرجل يكونا
مجردين من أي مسؤولية واقعية فتجدهما يدعان كل همومهما في البيت فيلتقيان بعيدا
عن مشاكل وهموم وعناء الأسرة فيكون احلى الكلام والوصال والحب والهيام بينما
يجتمع الزوجان في البيت ليواجها بالهموم والمشاكل والصغار وقضاء الحوائج وعلاج
الأبناء والمذاكرة والصراخ والمعارك فأي رومانسية تلك التي ممكن ان تنبثق في جو
مشحون كهذا ؟!
لذلك كان لزاما أن يكون هناك فرق بين العلاقتين فالأولى علاقة غريبة قوية منعشة
مشوِقة مُجدّدة خالية من أي تبعات او مسؤوليات الا انها علاقة محرمة ولا تملأ الا قلب
غافل لاه خال من حب الله ورسوله فربما وصل المعشوق في بعض الأحيان الى منزلة
الرب في درجة التعلق والتفكير والانقياد كما صحت بذلك كثير من روايات العشاق فكم
من امرأة أضاعت شرفها وحياءها وكرامتها من اجل عشيق وكم من رجل أضاع بيته
وزوجته وأبناءه من اجل عشيقة.
ومن هنا استغل كثير من الذئاب البشرية التي لا هم لها الا هتك الأعراض والتغرير
بالغافلات اللاهيات ضعيفات الإيمان هذه الحقيقة المرة فكان الكلام ولا شئ غير الكلام
مع قليل من الحب المزعوم هو السلاح الفتاك الذي استطاعوا به اقتحام أقوى الحصون
والقلاع النسائية ومن هنا كان الفساد والدمار والانحراف ومن هنا تكمن خطورة هذه
المشكلة
كما أنه ومن غير المعقول كذلك أن نطالب الزوجان بعلاقة كهذه ، كيف يكون ذلك وهما
اللذان ليس بينهما أي حرمان جنسي ولا يوجد هذا المخزون المتراكم من الأبخرة
العاطفية وغالبا فان التنفيس الجنسي والعاطفي لا يشكل لهما أي مشكلة
ما هي العلاقة الزوجية الصحيحة؟
قوله تعالى :وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً و
َرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
يفسرها بن كثير بقوله " وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة والرحمة وهي الرأفة
فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو رحمة بها أو للألفة بينهما وغير ذلك "